ظهور التوك توك واستخدامه

بدأ ظهور التوك توك في الهند في أوائل الستينيات ثم ظهر في البلاد النامية ذات الكثافة السكانية العالية وذلك لانخفاض تكلفته وقدرته علي السير داخل القري المتزاحمة ليخترق دروبها الضيقة وحواري المناطق العشوائية فربما نجح التوك توك فيما فشلت فيه الحكومات المصرية المتعاقبة فبالرغم من فشلهم في حل أزمة البطالة علي مدار سنوات متعاقبة إلا أن هذه الوسيلة نجحت فانتشارها في كافة المحافظات خلال سنوات قليلة‏.‏


وتفيد بعض التقارير عن الأرقام غير الرسمية إلي وجود نحو مليون توك توك في مصر وقد أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن زيادة أعداد المركبات وأنواعها إلي5.85 مليون مركبة عام2010 وذلك لظهور أنواع جديدة من المركبات خلال هذه الفترة وخاصة التوك توك وقد أشارت شعبة مستوردي الدراجات والتروسيكلات بالغرفة التجارية بالقاهرة إلي أن مصر تستورد سنويا نحو50 ألف توك توك بسبب زيادة الطلب عليه في المناطق الشعبية والشوارع الضيقة والقري والنجوع حيث يخدم التوك توك أكثر من20 مليون مواطن وقد وصل حجم المعاملات التجارية في هذا النشاط نحو3 مليارات جنيه.


جمال خالد شاب في نهاية العشرينات حاصل علي دبلوم تجارة يقول: إن أزمة البطالة التي تزامنت مع استيراد التوك توك كانت من أهم الأسباب التي جعلت الشباب يتجهون إلي العمل كسائق للتوك توك علي سبيل المثال أنا عملت في مهنة الملابس لكن للأسف دخلي من هذه المهنة كان لا يكفيني أنا بمفردي ولو كنت أستمريت في هذه المهنة كان ممكن أن أتزوج وأنا كهل فعملت علي توك توك واستطعت من مكسبه أن أتزوج حيث أنني أعمل علي ورديتين الأولي من7 صباحا حتي الثانية عشر ظهرا ومكسب5 ساعات150 في الوردية الواحدة فقط .

وعندما طال الحديث بيننا كشف لي جمال عن أشياء عديدة ربما لم تكن واضحة علي سطح هذه الظاهرة وهي أن كثيرا من هؤلاء الشباب يحملون مؤهلات جامعية ولكن جمال تحدث عن أن التوك توك أصبح خطرا علي المهنيين والصناع حيث هناك بعض المصانع التي تعاني من نقص الأيدي العاملة نتيجة للتمرد علي يومية العامل في المصنع التي لا تساوي حتي نصف يومية التوك توك وأصبح التوك توك شريكا في جريمة تجريف المهارات الفنية والصناعية بالإضافة إلي أن التوك توك أصبح ديلفري لنقل المخدرات من تاجر الجملة إلي القطاعي والصغار, وأصبحت الدولة وسياسة الحكومات المتعاقبة شريكة فيما يحدث فإذا كانت كثير من الدول ومنها مصر تعتبر التوك توك مركبة غير مطابقة للمواصفات الأمنية وذلك لعدم اتزانه وعدم صلابة هيكله الخارجي, وعدم وجود أبواب أو أحزمة أمان مما يعرض الركاب للخطر في حالة الحوادث

ويضيف جمال: لقد تسبب التوك توك أيضا في أزمة التاكسيات حيث خطف التوك توك كما يقولون الضوء منه أصبح أولياء أمور طلبة المدارس تستبدل التوك توك بدل الباص والتاكسي لذهاب أطفالهم إلي المدرسة وذلك لسرعة التوك توك في أزمة المرور الذي لا يستطيع أن يتفادها سائق التاكسي مما يؤخر الطلبة عن المدرسة بالإضافة إلي ظاهرة عدم المشي أصبح الصغار والكبار يستسهلون التوك توك حتي لو كان الطريق لا يتعدي أمتارا واختفت رياضة المشي مع ظهور التوك توك وأصبح التوك توك غير مقصور علي الشباب لحل أزمة البطالة فقط بل اتسع النطاق حتي لميسوري الحال لزيادة دخلهم أكثر كمشروع للاستثمار للأيام الجاية هكذا حتي النساء دخلت عالم التوك توك في إمبابة, وقبل أن أنهي حديثي مع جمال سألته لو طلب منك أن تختار بين الوظيفة الأقل دخلا من التوك توك أو أن تظل سائقا بهذا الدخل الخرافي فماذا تختار؟ لم يفكر جمال طويلا وكأنه يفكر فيما حدث له من خوف وترهيب أثناء عمله علي التوك توك كان الرد سريعا أعمل بالوظيفة لأني في كل يوم أنا معرض للخطر رغم هذا الدخل في أحد الأيام ركبت معي سيدة وبينما أنا أسير تحدثت في المحمول وقالت أنا جبتلكوا الجاتوه.. وفجأة استوقفنا رجل يريد أن يركب فرفضت فانفعلت السيدة وقالت لماذا لم تركبه معنا ونزلت بسرعة من التوك توك فأيقنت أن هذا الرجل معها وأنهم حيثبتوني كما تم تثبيت صديق لي فالوظيفة أفضل لأنه لو حصل لي أي شيء أولادي سيكون لهم معاش.. هنا أيقنت أن الأمان للمصري أهم بكثير من المال وإن ثقافة إن فاتك الميري اتمرمغ في ترابه مازالت قائمة حيث ترفض كثير من الأنظمة المرورية صرف لوحات ترخيص للتوك توك لاعتقادها في عدم صلاحيته للسير في طرق المدينة بالرغم من ذلك لم يمتنع الكثير من السائقين عن قيادته وحتي الأطفال وأصبح الشائع رؤية التوك توك ينطلق في أنحاء المدن بدون لوحات رقمية أو ترخيص حيث شجع عدم وجود لوحات رقمية للتوك توك علي استخدامه في إتمام جرائم السرقة بالإكراه والاختطاف والاغتصاب وتشجيع الكثير من الخارجين عن القانون لاستخدام التوك توك بدلا من الدراجة النارية وذلك لعدم وجود لوحات رقمية به تساعد علي التعرف علي ماهية السائق وعدم تسهيل مهمة الشرطة في القبض علي المسجلين خطر عند المطاردة حيث أن التوك توك يستطيع أن يقتحم أماكن لا تستطيع سيارات الشرطة الدخول إليها والسير فيها بالتوك توك فالتوك توك يستطيع أن يمشي علي الرصيف وفي الاتجاه المعاكس لابد أن تكون مصر هي الأخري علي مستوي الدول التي رأت هذه الظاهرة أمرا واقعا ورأت أن إصدار لوحات رقمية ورخصة تسيير لعربات التوك توك سوف يساعد علي تقليل المشاكل الناتجة عنه بالإضافة إلي تحصيل الضرائب ورسوم الترخيص الذي يعود علي الدولة بالفائدة في هذا الوقت الحرج الذي تمر به البلاد.


نحن نهيب بالمسئولين أن يعيدوا النظر في الأيدي العاملة الفنية والاهتمام بها وتقديرها ماديا حتي لا نجرف هذه الأيدي التي تحتاجها الدولة بكل شدة في النهوض بمصر وحتي لا يكون التوك توك هو فأس تجريف الصناعة المصرية ثم كيف يسمح باستيراد التوك توك ولا يسمح بترخيصه؟ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق